مضار التعرّض للشمس وتسمير الجلد

هناك اهتمام زائد من قبل اختصاصيي الأمراض الجلدية وأطباء الصحة العامة حول مخاطر التعرّض المفرط للأشعة فوق البنفسجيّة، خاصة مع حلول فصل الصيف، وميل السيدات للتعرض الشمس بقصد تسمير أجسادهنّ.
د.عميش يوسف عميش
المخاطر
يخشى الأطباء من تأثير الأشعة فوق البنفسجيّة، وهي الطويلة والمتوسطة. إذ تؤثر هذه الأشعة، وخاصة المتوسطة منها، على الجلد، وذلك بإحداث تصبّغ شديد وحروق شمسية تؤدي بالتالي إلى ظهور سرطانات جلدية أهمها: السرطان الميلاني الملوّن (Malignant melanoma)، وهو أكثر أنواع السرطانات فتكاً.
إضافة إلى ذلك، فإن هذه الإشعاعات تعمل على تدمير جهاز المناعة، وتساهم في ظهور الشيخوخة المبكرة للجلد وظهور مبكر للتجاعيد خاصة على الوجه، وبروز شعيرات الدم والدبغات وخشونة الجلد وزيادة النمش والجفاف والتقشّر.
يحدث كل ذلك على الرغم من إيجابيات التعرّض للشمس، والتي تعتبر مصدراً لفيتامين D المفيد للجسم وبناء مادة الكلس. لكن تظهر الإحصاءات أن نسبة السرطانات الجلدية في ازدياد متسارع في السنوات الماضية، وذلك بسبب زيادة أوقات التعرض للأشعة فوق البنفسجية، وتزايد الإشعاعات التي تصلنا من الشمس بسبب انحسار طبقة الأوزون الواقية للغلاف الجوي، إضافة إلى ازدياد أوقات التعرض للشمس بسبب طبيعة الحياة اليوميّة، وارتفاع معدل عمر الإنسان.
وحسب الإحصاءات، فإن عدد الإصابات مليون و300 ألف شخص لسرطان الجلد سنوياً في الولايات المتحدة وحدها، منها 48 ألف حالة سرطان ميلاني ملوّن تؤدي إلى 7 آلاف و 700 حالة وفاة سنوياً.
أنواع الجلد وتأثرها بالشمس
لا يظهر تأثر الجلد بالتعرض للشمس مباشرة، بل بعد فترة من الزمن، كما أن الأشخاص الذين يتعرضون للإشعاعات بقصد تسمير البشرة لا يشعرون بخطورة الأمر في البداية، إضافة إلى أن 80% من حالات تأثر الجلد بالأشعة الضارة يحدث قبل أن يبلغون سن الثامنة عشرة. وكذلك حسب أنواع الجلد وتأثرها بالشمس، وهي:
1. الجلد الفاتح. لا يتأثر هذا النوع بالشمس من حيث اسمرار البشرة، لكن بالتأكيد يبقى معرضاً لحروق شمسية بسبب التعرض للشمس، الذي قد يؤدي إلى مضاعفات كثيرة.
2. الجلد الفاتح الذي يكتسب سمرة خفيفة، لكنها معرضة للإصابة بحروق شمسية بسهولة.
3. الجلد البني الفاتح، الذي يكتسب سمرة ببطء ودرجة تعرضه لاحتراق الجلد تكون متوسطة.
4. الجلد البني المتوسط، وهنا يحترق الجلد بشكل خفيف، لكن يسمر لون البشرة باستمرار عند التعرض للشمس ولا يفقد الجلد الاسمرار.
5. الجلد البني المتوسط الذي يندر تعرضه لحروق شمسية، لكن معرض بسهولة للتصبّغ والاسمرار.
6. الجلد داكن اللون والذي يتعرض للاسمرار فور تعرضه للشمس ولا يحترق مطلقاً.
الوقاية
حذّرت مؤسسة الدواء والغذاء الأميركية، ومراكز الوقاية ومكافحة الأمراض الأميركية من تجنب كل وسائل تسمير الجلد، وهي الشمس وأجهزة الأشعة فوق البنفسجية. وتنصح دوماً بما يلي لتنجب مضار التعرّض لتلك الإشعاعات:
• اختيار أوقات التعرض للشمس، على أن تكون قبل الساعة 11 صباحاً، وبعد الساعة 3:30 من بعد الظهر.
• تجنّب التعرض للشمس عندما تكون عمودية، لأنها في ذلك الوضع يكون احتمال التعرض للأشعة فوق البنفسجية أكبر.
• الوقاية من الشمس بارتداء قبعة عريضة، وقمصان بأكمام طويلة.
• ارتداء نظارات شمسية مخصصة للحماية من الإشعاعات.
• ينصح باستخدام مادة واقية ضد الإشعاعات بقوة حماية فوق 50% لتجنب التعرض للأشعة فوق البنفسجية.
ونودّ أن نذكر القراء بأنه لا يوجد قوة حماية أعلى من 50% لكل المستحضرات التي تصنعها الشركات. وننصح بعد تصديق أي رقم للحماية فوق 50% تقوم الشركات المصنعة بكتابته على مستحضر الحماية من الأشعة.